ما هو اضطراب طيف التوحد
هو اضطراب نمائي تشمل أعراضه الأساسية على صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي وأنماط تكرارية ومحدودة من السلوكيات.
مصطلح "طيف" يعكس مدى التباين الواسع في التحديات والقوى التي يمتلكها كل طفل مصاب بهذا الاضطراب. فسماته الأكثر وضوحا تكاد أن تظهر ما بين سن الثانية والثالثة. وفي بعض الحالات، يمكن تشخيصه في سن مبكر من 18 شهراً.
في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة المنقحة DSM-5-TR بتقسيم تشخيص اضطراب طيف التوحد إلى ثلاثة مستويات بناءً على مقدار الدعم الذي قد يحتاجه الشخص: المستوى 1، والمستوى 2، والمستوى 3.
يختلف التوحّد من شخص لآخر، إذ يتمتع كل فرد بمزيج فريد من نقاط القوة والتحديات. فبعض الأفراد يستطيعون التحدث بطلاقة، بينما يواجه آخرون صعوبة في الكلام أو لا يتحدثون إطلاقًا، ويعتمدون على وسائل تواصل بديلة. كما قد يعاني البعض من إعاقات ذهنية، في حين لا تظهر هذه الإعاقات لدى آخرين. وتتفاوت درجات الدعم التي يحتاجها ذوي التوحد؛ فبعضهم يحتاج إلى مساندة مستمرة في حياتهم اليومية، بينما يتمكن آخرون من العيش باستقلالية شبه تامة أو كاملة.
التوحد حالة تستمر مدى الحياة، وقد تتغير احتياجات الفرد ذوي
اضطراب طيف التوحد ونقاط قوته وتحدياته بمرور الوقت. ومع انتقاله عبر مراحل
الحياة، قد يحتاج إلى أنواع مختلفة من الدعم والتسهيلات. ويمكن للتدخل
المبكر أن يحدث فرقًا كبيرًا في مهارات الفرد ونتائجه في مراحل لاحقة من حياته.

أصول المصطلح
لقد استُخدم مصطلح 'التوحد' للمرة الأولى في عام 1911م من قبل الطبيب النفسي يوجين بلولير حينما كان يعاين بعض المرضى المعتقد أنهم مصابون بمرض الانفصام الشخصي. ولقد استمدت الكلمة ذاتها من العبارة الإغريقية 'أوتوس'، والتي تعني حرفياً 'الذات'، وتقوم هذه العبارة بوصف الحالات التي تميل إلى العزلة عن الآخرين. أول من عرف التوحد كمتلازمة أعراض سلوكية هو طبيب أطفال نفسي يدعي 'ليو كانر' (Leo Kanner)